رحيل الأسماء والوجوه...
عند كل رحيل يباغتنا، ويختطف من بيننا روحًا لامعة في الفن أو الأدب أو السياسة، تهتز قلوبنا، ونهرع إلى أقلامنا كمن يحاول عبثًا القبض على ظلٍ آخذ في التلاشي. نغمس الحروف في وجع الفقد، نرسم بالكلمات ملامح من رحل، نحيي مجده بصوت كان يجب أن يعلو في حياته لا بعد صمته. هي لحظة يقظة أمام جبروت الزمن، حيث يصير الرثاء وعدًا متأخرًا، ويصبح الحرف شاهدًا على مسيرة امتدت طويلًا، ثم خذلها العمر فانطفأت. كلما انطفأ نجمٌ في سماء الفن، أو خفت صوتٌ في دروب الأدب، أو سقط فارسٌ من صهوة السياسة، تهتز الأرواح، يتجمد الزمن للحظة، ثم تنفجر الكلمات في رثاء متأخر، في بكاء يشبه اعتذارًا أخيرًا. تتسابق الصحافة إلى ضجيجها المعتاد، تحفر في الأرشيف، تنبش في الذكريات، تعيد تشكيل الملامح على صفحاتها، وكأنها تحاول أن تعيد للراحل بعضًا من مجده الضائع، بعد أن ضنت عليه به في حياته. الموت يفتح الأبواب المغلقة، يمنح الغائب هالة قدسية، يجبر القلوب القاسية على التذكر، فيغدو من كان منسيًا بالأمس حديث الجميع. فجأة، يصبح الكل عاشقًا لصوته، مفتونًا بكلماته، مأخوذًا بمواقفه. تتزاحم المنشورات، تُستعاد اللحظات المنسية، تُصاغ المراثي ب
أكمل القراءة خارج جومتي

