طواسينُ الخير
“إِنَّ اللهَ يُخْلِصُ إِلَى الْقُلُوبِ مِنْ بَرِّهِ حَسَبَ مَا أَخْلَصَتِ الْقُلُوبُ بِهِ إِلَيْهِ مِنْ ذِكْرِهِ، فَانْظُرْ مَاذَا خَالَطَ قَلْبَكَ” — الجُنيد كَانَ الْخَيْرُ جَنَّةً، فَهَوَى إِلَى السَّحِيقِ، وَصَارَ بَيْنَ مَيْلٍ لِلْمَاءِ وَآخَرَ لِلْعَطَشِ، انْعِطَافٍ لِلشَّبَعِ الْمَجْنُونِ، وَآخَرَ لِلْجُوعِ الْحَقِيرِ. هَكَذَا تَتَلَمَّسُ الْأَنْفُسُ مَرَاعِيَهَا وَأَكْنَافَهَا لِتَشْحَذَ سَوَاعِدَهَا كَسْبًا وَنَهْبًا، عَصْفًا وَرَصْفًا، كَيْ تَتَوَهَّمَ الْعَيْشَ وَتَرْفُلَ فِي حِيَاضٍ مِنَ الدُّنْيَا لَا تَدُومُ كَمَا تَدُومُ الْهَنَاءَةُ وَالتَّيْسُرُ، فَيَكُونُ الْعَقْلُ فِي مَعْدِنِ الْقَنَاعَةِ وَالْحِكْمَةِ أَشَحَّ مِنْ دُعَاءٍ وَأَبْكَرَ مِنْ إِيمَانٍ نَظِيفٍ. الْمُجِيبُ بِالْخَيْرِ كَالْبَاحِثِ عَنْ كَنْزٍ مَجْهُولٍ، يُطَاوِعُ الذَّاتَ فِي تَصْرِيفِهَا وَتَجْرِيفِهَا، حَتَّى تَسَالَ الْمَوَاجِدُ فِي فَلَوَاتِ الصَّحْوِ، فَلَا يَرْعَوِي غَيْرُ نَاظِمٍ أَوْ شَاخِصِ النَّظَرِ. مَرَّةً يَأْتِي كَغَيْمَةٍ مُرْتَابَةٍ، تَدْنُو فَتَنْفَلِتُ. وَحِينًا يَقْضِمُ الْحَسْرَةَ قَبْ
أكمل القراءة خارج جومتي

