إشباع الحاجة الجمالية للإنسان؟

بالطبع، هي قابلة للإشباع، ولكن بصورة نسبية. وكل المجالات الموجودة في الكون داخلة في هذا الإشباع. فبما أن الإنسان مُركَّبٌ وصورةٌ مختزلةٌ عن الكون، فمن الطبيعي أن تتعدد حاجاته بتعدد مجالات وجوده الفيزيقي ووجوده الميتافيزيقي، ولا حاجز بين الوجودين؛ فهما كِفتا كينونته. ولأجل هذا، كان مفهوم الجمال غير خاضع لمبدأ الغائية، كما هو الأمر عند كثير من الفلاسفة، وعلى رأسهم سقراط، الذي يرى أن الجميل هو ما كان له فائدة للإنسان، وأن موقع حُسن الشيء من الروعة ما تتناسب غاياته مع غاية النفع التي تُصيب الإنسان. بل هو كينونةُ الوجود وحقائقه المنعكسة في نفوس البشر كما هي، حتى ولو أن بعضهم لم يدركها. إن الشغل الشاغل للرؤية الصوفية للجمال هو تقديم مظاهر الكون – بكل مكوناته – على نحو أكثر شفافيةً، وأعمق دلالةً، مما يمكن أن يكون له وقعٌ في عامة الناس، بحيث يدركونها ويُدركون حاجاتهم إليها. فالحاجات الثقافية والجمالية – بالخصوص – هي وليدة الإدراك والتربية؛ إذ كلما اتسع أفق التربية، اتسعت حاجات الإنسان الجمالية، واشتعل اشتياقه لإشباعها. ومن هنا، عُدَّتْ على أنها ليست هبةً من الطبيعة، كما تزعم الثقافة التقليدية
أكمل القراءة خارج جومتي